اثار حضور مدرب منتخب الناشئين الكابتن قيس محمد صالح إلى مدينة زنجبار موجة من الانتقادات في الأوساط الرياضية بمحافظة أبين وسط اتهامات مباشرة بأن زيارته لم تكن سوى إجراء شكلي ضمن برنامج عبور إلى المحافظات، دون نية حقيقية لاختيار
وجّه عدد من المتابعين الرياضيين والمهتمين بالشأن الكروي في محافظة أبين انتقادات حادة لاختيارات المدرب قيس محمد صالح لقائمة منتخب الناشئين متهمين إياه باعتماد معايير الوساطة والمحسوبية وتجاهل الكفاءات الحقيقية في صورة وصفوها بـالظلم والإجحاف بحق المواهب الناشئة في أبين التي تُعرف بـ مصنع النجوم وبرازيل اليمن
ورغم بروز عدد كبير من اللاعبين المميزين في فرق المدارس والأندية المحلية بالمحافظة فقد خلت القوائم المعلنة مؤخرًا من اختبار لاعب فقط من محافظة أبين ما أثار موجة غضب واستياء عارم في الأوساط الرياضية والشعبية.
وأكدت مصادر مطلعة أن الاختيارات تمّت بطريقة تفتقر للشفافية وتعتمد على توصيات ضيقة من بعض الشخصيات الرياضية المؤثرة، دون إجراء معسكرات مفتوحة أو اختبارات عادلة تشمل كافة المحافظات، وعلى رأسها أبين التي طالما رفدت المنتخبات الوطنية بأبرز اللاعبين عبر عقود من الزمن.
وقال أحد المدربين المحليين فضل عدم ذكر اسمه إن هناك تجاهل ممنهج لمواهب أبين على الرغم من إثباتها قدرات كبيرة في البطولات المدرسية والرسمية مضيفًا اختيارات قيس الأخيرة لا تمثل روح المنافسة بل تمثل شبكات نفوذ رياضية أضرت كثيرًا بمستقبل الكرة اليمنية.
نطالب مراجعة دقيقة وشاملة لآلية اختيار اللاعبين مع ضرورة منح الفرصة العادلة لكل المواهب في مختلف المحافظات خاصة أبين منبع النجوم لا سيما تلك التي أثبتت حضورها في أصعب الظروف في ظل شح الإمكانات.
وفي الوقت الذي يطمح فيه الشارع الرياضي إلى منتخب يمثل كل اليمن تتصاعد المخاوف من تكرار سيناريوهات الإقصاء والتهميش التي عانت منها محافظات بعينها لسنوات طويلة وسط صمت رسمي غير مبرر من إتحاد الكرة
وأكد عدد من المدربين المحليين أن الحصة التدريبية التي نُظّمت للاعبين في زنجبار لم تتجاوز الساعة والنصف وتمت بمشاركة أكثر من خمسين لاعبًا دفعة واحدة، ما جعلها أقرب إلى تمرين استعراضي لا يُمكن أن يُبنى عليه تقييم موضوعي أو قرار فني منصف
وفي ظل هذه السياسات يُحذر رياضيون من تداعيات هذه الاختيارات غير العادلة على روح المنافسة وثقة اللاعبين في المنظومة الرياضية مطالبين بفتح تحقيق شفاف حول معايير الاختيار وإشراك لجان فنية محايدة لضمان تكافؤ الفرص بين كافة المحافظات.
وتبقى الكرة اليمنية كما يؤكد كثيرون بحاجة ماسة إلى غربلة حقيقية في آلية بناء المنتخبات تبدأ من إنهاء عهد الوساطة والمحسوبية وتكريس مبدأ الاستحقاق والكفاءة بعيدًا عن المصالح الضيقة التي أضرت كثيرًا بتطور اللعبة في البلاد.