تمثل قوات الحزام الأمني أحد الأجنحة القوية في مسارات العمل الجنوبي في العمل على تقويض الإرهاب الحوثي متعدد الأوجه.
فعلى مدار الفترات الماضية، استطاعت قوات الحزام الأمني أنها قادرة على بسط حالة من السيطرة الأمنية على الأرض، من خلال توجيه ضربات قاصمة للمليشيات الحوثية الإرهابية بما في ذلك عبر العمل الاستخباراتي.
الضربات الاستخباراتية الدقيقة التي تنفذها قوات الحزام الأمني تُشكّل أحد أهم أسلحة الدفاع الوقائي في العاصمة عدن، في ظل التهديدات المتواصلة التي تحيكها المليشيات الإرهابية وشبكات التخريب، الساعية لزعزعة الأمن والاستقرار.
وقد أثبتت قوات الحزام الأمني خلال السنوات الأخيرة، وفي مقدمتها وحدات الاستخبارات، قدرة نوعية في كشف التحركات المشبوهة، وتفكيك خلايا إرهابية كانت تستعد لتنفيذ عمليات اغتيال أو تفجيرات أو إثارة الفوضى في مواقع حساسة داخل العاصمة.
هذه الضربات لا تقل أهمية عن المواجهات العسكرية في الميدان، بل تتفوق عليها في منع الخطر قبل وقوعه، وحماية أرواح المدنيين والبنية التحتية والرموز الوطنية.
وكانت قوات الحزام الأمني وجهت ضربة استخباراتية قوية، بإحباطها مخططًا كان يستهدف رئيس حكومة سابق، بعد اكتمال عمليات التحقيقات والتحري والمتابعة، حيث تم القبض على مسؤول حكومي يعمل لصالح جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال مصدر عملياتي في قوات الحزام الأمني بعدن إنَّ العملية جاءت بعد رصد استخباراتي استمرت لأسابيع حيث تم ضبط المدعو (ح.م.م.أ)، الذي يشغل منصب في الأمانة العامة برئاسة الوزراء حيث كان يمارس أنشطة استخباراتية لصالح المليشيات.
وأضاف أن التحقيقات أظهرت أن المتهم كان مكلفًا بمهام رصد تحركات رئيس الوزراء السابق ومسؤولين آخرين بهدف الإعداد لعمليات استهداف، وكذا تزويد مليشيا الحوثي بمعلومات حساسة تتعلق بأسماء العاملين في الأمانة العامة وتزويدهم بمستندات حكومية هامة.
وكشف المصدر أن المتهم كان على تنسيق مع قيادات حوثية بصنعاء، بما في ذلك قائد القوات الخاصة لمليشيات الحوثي، حيث كان يقوم برحلات دورية إلى صنعاء، ويقيم فيها ويتلقى التعليمات والمبالغ المالية مقابل تنفيذ مهامه الاستخباراتية.
وتعليقا على هذه العملية الناجحة، أفاد العميد جلال الربيعي، أركان قوات الحزام الأمني، قائد حزام عدن بأن هذه العملية تمثل انتصار جديد للأجهزة الأمنية في عدن ورسالة قوية موجهة للمليشيات الحوثية وأي جهات معادية تحاول العبث بأمن واستقرار البلاد.
وأضاف: "هذه العمليات النوعية تكشف لنا حجم الاختراقات والمحاولات اليائسة من قبل مليشيات الحوثي لاستهداف قيادات الدولة، ولكننا نقف لهم بالمرصاد.. ولن نسمح بزعزعة الأمن في عدن أو الجنوب، وستظل قواتنا جاهزة لإحباط أي مخططات إرهابية مهما كان حجمها".
وأشار إلى أن هذه العملية النوعية تمثل ضربة موجعة للمخططات الحوثية الإرهابية، حيث تؤكد جاهزية قوات الحزام الأمني وكافة الأجهزة الأمنية في إفشال تلك المخططات العدائية مهما كانت معقدة.
وأكد العميد الربيعي الاستمرار في تعقب الخلايا المرتبطة بالمليشيات وكشف مخططاتها، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز يعزز الأمن والاستقرار في عدن، ويعكس كفاءة الأجهزة الأمنية في التصدي للأنشطة الإرهابية.