لا يُمكن فهم ظاهرة عيدروس الزبيدي، ودوره في المشهد الجنوبي، إلا من خلال فهم عميق للقضية التي يمثلها. فهو ليس رمزًا مقدسًا يُعبد، بل هو شخصيةٌ ارتبطت بشكل وثيق بمسيرةٍ وطنيةٍ تحاول إعادة بناء كيانٍ منهكٍ بعد سنواتٍ من الصراع والانقسام. وتشبثنا بعيدروس الزبيدي لا ينبع من ولاءٍ أعمى لشخصٍ معين، بل نابع من الاعتراف بأدواره المؤثرة في تحويل واقعٍ جنوبي متشظيٍ إلى مشهدٍ أكثر تنظيمًا و وحدةً.
وحديثنا هذا ليس عن شخصيةٍ خاليةٍ من العيوب، فجميعُ الرموز البشرية تخضعُ للقابلية للخطأ والنقد. لكن ما يميز عيدروس الزبيدي، في نظر الكثيرين، قدرته على تحويل الجنوب، من حالةٍ من الشتات والفوضى، إلى كيانٍ يتمتع ببعض ملامح التنظيم و السيطرة. فقد بنى مجلسًا انتقاليًا،يقود الجنوب ويعيد ملامح الدولة وشكّل قواتٍ مسلحةً قويةً نسبيًا، وسعى للحصول على التمويل، وحاول بقدر الإمكان إعطاء الجنوب مكانةً محترمة على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.
وفي وقتٍ لم يستطع فيه آلاخرون، حتى بإمكانياتهم الكبيرة، توفير أدنى متطلبات الأمن والاستقرار، يُحسب لِعيدروس الزبيدي هذا الإنجاز. وحتى المنتقدون له، وعلى رغم اختلاف مواقفهم ومعاييرهم، يجب أن يعترفوا بهذه الحقيقة الواقعية. فالنقد البناء يُفترض أن يصدر من ناقد بلغ مرتبة أعلى من المنقود، وليس من مكانٍ فارغٍ من الإنجازات. فهؤلاء المنتقدون، الذين لم يقدموا شيئًا ملموسًا للقضية الجنوبية، يُسيئون إلى النقد ذاته بتوجيههم الانتقادات من مواقع لا تُؤهلهم لذلك.
إن التمسك بعيدروس الزبيدي يُعبّر عن الثقة في قدرته على قيادة المشروع الوطني الجنوبي،فهو يمثل الأمل والطموح لكثير من الجنوبيين الذين يرون فيه قائدًا يسعى لتحقيق مصالحهم وحقوقهم. وتمسكنا به ليس لأنه شخص خارق، بل لأنه يمثل إرادة الشعب الجنوبي في تحقيق العدالة والكرامة. وفي ظل الظروف الصعبة التي نواجهها، يبقى الزبيدي رمزًا للنضال والتحدي، وشخصية وطنية تسعى جاهدة لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.
في الختام، فإن دعمنا لعيدروس الزبيدي هو دعم لقضيتنا الجنوبية وأهدافنا المشتركة.فهو قائد يستحق الاحترام والتقدير، ويجب علينا جميعًا أن نكون صفًا واحدًا خلفه في مواجهة التحديات التي تعترض طريقنا نحو استعادتنا دلتنا الجنوبية المستقلة. فالجنوب بحاجة إلى قيادة حكيمة ورؤية واضحة، وهذا ما يمثله عيدروس الزبيدي اليوم.