آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 13 مايو 2025 - 11:20 م

كتابات


قناة عدن المستقلة، جبهة نضال في وجه العاصفة

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - 11:20 م بتوقيت عدن

قناة عدن المستقلة، جبهة نضال في وجه العاصفة

نبا نيوز /رائد علي شائف


 من أعماق الداخل الجنوبي، ومن قلب التحدي والمعاناة، وبإمكانات متواضعة وكادر محلي شاب يعمل ليل نهار، تدفعه الغيرة على الحقيقة والانتماء للأرض، ويؤمن برسالته الإعلامية الوطنية المخلصة، برزت قناة عدن المستقلة، صوت شعب الجنوب، لتحمل على عاتقها مسؤولية الكلمة التي تحمل هم الوطن، وعدالة قضيته..!

  نعم .. لم تأتِ هذه القناة، من وراء البحار، ولم تصنع في دهاليز العواصم السياسية، بل خرجت من تراب عدن، من لهاث أبنائها، من صمود شبابها، فكانت وجهاً إعلامياً للجنوب وصوتاً صادقاً معبراً عن تطلعات شعبه وأهله، ويكفي القول أنها القناة الوحيدة التي تبث من الداخل، من بين دخان المعارك وأزيز الأزمات، لتسجل حضوراً لافتاً، رغم كل الظروف وكل التحديات الماثلة..!

إننا اليوم، لسنا أمام مجرد شاشة تبث برامج، بل أمام مؤسسة نمت من رحم المعاناة، وترعرعت على عرق العاملين فيها، وأثبتت أن الإرادة تهزم الإمكانيات حين يكون الوعي هو المحرك والإيمان بالوطن هو الوقود، لذلك لم يكن غريباً أن تتحرك الحملات المغرضة، وأن تستعر سهام الحقد في كل اتجاه، تستهدف إدارة القناة وتشوه صورتها، محاولة النيل من شرف الكلمة وكرامة الموقف.

لكن الحقيقة لا تغتال، والرسالة الصادقة لا تكسر، مهما علا صراخ الأعداء، ومهما ضخت خزائن التنظيمات المشبوهة في قنواتها وصفحاتها الدعائية، قنوات تملك ما لا تملكه عدن المستقلة من تجهيزات، لكنها تفتقر إلى ما تملكه من روح، من إنتماء، من صدق، ومن إتصال نبيل بالأرض والإنسان..!

إن كادر قناة عدن المستقلة ليسوا موظفين فحسب، بل هم حماة رسالة، يقفون خلف الكاميرات وفي ساحات التحرير، يحملون أجهزتهم كما يحمل الجندي المحارب سلاحه، ويتحدثون بلسان حال شعب، لا بلسان أجندة، يتحدون قسوة الظروف، ويعملون فوق طاقتهم لا ليكسبوا شهرة، بل ليصونوا الحقيقة من أن تذوب في دهاليز الكذب الإعلامي..!

ولعل هذا النجاح المستحق هو ما أقلق خصوم الجنوب، فكلما علا صوت القناة وانتشر صداها، زاد القلق في صدورهم، وارتفعت وتيرة حملاتهم المأجورة، لكن ما لم يدركه الكثير، أن هذه القناة ولدت من حاجة الناس لا من نزوة سلطة، وتغذت من وجع الوطن لا من خزائن الخارج، وهنا يكمن سر الغيظ الذي أصاب خصوم الجنوب، الذين لم يحتملوا هذا البروز المتنامي لقناة وطنية حرة، لا تساوم على الحق، ولا تبيع رسالتها في سوق المصالح..!

وأمام كل ذلك بدأت الحملات، وانهالت الإتهامات، وتحركت الأبواق المأجورة، الأمر الذي يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما تتعرض له القناة، ليس لضعف فيها، بل لقوة موقفها، لأن كل منابر الزيف تخاف من منبر الحقيقة، وكل ماكينة تضليل ترتعد أمام منبر وطني صادق لا يخضع، ولهذا فالدفاع عن قناة عدن المستقلة ليس دفاعاً عن مؤسسة إعلامية فقط، بل هو دفاع عن قيمة، وقضية، ودفاع عن حق الجنوب في أن يعبر عن نفسه، وأن يقول كلمته دون وصاية..!