آخر تحديث للموقع : السبت - 01 نوفمبر 2025 - 08:02 م

كتابات


الكبير.. يبقى كبيرًا

الأربعاء - 15 أكتوبر 2025 - 07:36 م بتوقيت عدن

الكبير.. يبقى كبيرًا

نبا نيوز /أحمد يسلم


في لحظة تحمل أكثر من معنى، طالعنا خبر زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي لرفيق دربه ورفيق خنادقه البرلماني المناضل صلاح الشنفرة، زيارة بدت في ظاهرها ودّية، لكنها في جوهرها رسالة سياسية وأخلاقية بالغة الدلالة والعمق .
لقد أكّد الزبيدي بهذه الخطوة أن القيادة الحقة تُقاس بقدرتها على تجاوز الخلافات لا بتأجيجها، وأن الهدف الجنوبي الأسمى يعلو على التفاصيل الصغيرة مهما اشتدّ غبار التباينات.

إنها خطوة تختصر القول المأثور: الكبير كبير؛ فالكبار لا يُغريهم الاصطفاف الأعمى، ولا تُرهقهم تقلبات المواقف، ولا الخطابات الانفعالية بل يظلون أوفى لقضيتهم، وأصدق مع أنفسهم وشعبهم.
بهذا التصرف، أثبت الرئيس عيدروس أنه رجل دولة لا أسير موقف ، وردود الأفعال . وأنه يدرك أن الجنوب في هذه المرحلة الدقيقة أحوج ما يكون لوحدة صفّه وتلاحم قادته.

لقد حاولت بعض الأصوات المشبوهة، قبيل احتفال الضالع وبعده، أن تبني من اختلاف وجهات النظر أزمة، وأن تصوّر الأمر كصدامٍ أو انقسامٍ داخل المشروع الجنوبي بل وفي عقر الدار ، لكن الوقائع تُسقط الوهم وتُبقي الحقيقة واضحة: الانتقالي ورئيسه ثابتان على مبدأ واحد — الجنوب أولاً، والجنوب دائمًا.

هذه الزيارة لم تكن الأولى من نوعها؛ فالزبيدي هو صاحب المبدأ الراسخ: “من لم يأتِ إلينا… سنذهب إليه”. وقد فعلها قبلا في القاهرة والرياض وعدن وهو مبدأ يترجم روح التسامي التي تميّز الكبار، ممن يرون في التواصل لا التنافر، وفي الوحدة لا التفرّق، طريق الخلاص.

وخلاصة القول: لقد قدّم الرئيس الزبيدي درسًا جديدًا وخطأ مميزا في الأخلاق السياسية الجنوبية، قوامه السمو، والوفاء، وإعلاء المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
إنها رسالة موجهة لكل جنوبي — بأننا في مركب واحد، وبأن زمن التخوين والفرز المناطقي قد ولّى، وأن الجنوب لا يُبنى إلا على قلوب صافية ونيات وطنية نضالية خالصة.مادام الاهداف واحدة والغايات نبيلة