تشهد مدينة المكلا وساحل حضرموت تذمرًا واسعًا بعد الخطوات التي اتخذتها جماعة عمرو بن حبريش، والتي قضت بتقليص ساعات تشغيل الكهرباء إلى ساعتين فقط مقابل خمس أو ست ساعات انقطاع. هذا الإجراء الذي فاقم من معاناة المواطنين جاء تحت مسمى "الحكم الذاتي"، بينما الواقع يؤكد أن حضرموت لا يمكن أن تكون ساحة لحكم ذاتي حقيقي في ظل سيطرة جماعة الإخوان على الوادي وتغلغلها في المجتمع الحضرمي.
مواطنون اعتبروا أن ما يحدث ليس سوى مضاعفة للأزمات المعيشية واستغلال لحاجات الناس اليومية في لعبة سياسية لا علاقة لها بالإصلاح أو الحكم الذاتي، بل تمثل نوعًا من الابتزاز المباشر على حساب المواطن.
السياسي الحضرمي سعيد بكران علّق على هذه التطورات في منشور له على "إكس"، مؤكدًا أن ما يجري تحت شعار الحكم الذاتي ليس سوى تعذيب يومي للناس في منازلهم. وقال إن التاريخ سيسجل هذه الممارسات في "أقذر صفحاته"، مشددًا على أن حضرموت لن تقبل بتحويل معاناتها إلى مشروع سياسي أو أخلاقي مزعوم.
وبينما يتزايد الغضب الشعبي في الساحل، يرى مراقبون أن استمرار ازدواجية المشهد بين حضرموت الساحل والوادِي، ووجود جماعات مصالح متناقضة، يجعل الحديث عن حكم ذاتي حقيقي أمرًا بعيد المنال في الظروف الراهنة.