من زبيد إلى قصر القرار.. حكاية قائد صاغته الجبال لا المكاتب
في زمن التزوير السياسي والانقلابات الناعمة والصفقات المشبوهة... لا يبقى في الواجهة إلا الرجال الذين صاغهم الميدان وربّاهم الألم ووقفوا وحدهم حين هرب الجميع.
وهذا هو الرئيس عيدروس الزُبيدي… قائد لم يهبط بالمظلة بل خرج من بين الركام وارتقى من الجبهات إلى قصر القرار حاملًا حلم شعب لا طموح كرسي.
ابن زبيد.. الجبل الذي أنجب قائدًا
ولد عيدروس الزُبيدي عام 1967 في قرية زبيد بمحافظة الضالع ونشأ في بيت بسيط لكنه مشبع بعزة النفس والكرامة الجنوبية
كان طالبا متفوقا والتحق بكلية القوى الجوية بعدن وتخرج منها بامتياز عام 1988، لكنه لم يكن يخطط لوظيفة هادئة بل لطريق محفوف بالدم عنوانه: "الجنوب أولًا".
حين خذل العالم الجنوب... لم يتراجع
عام 1994 شن نظام صنعاء حربًا لاحتلال الجنوب بينما العالم صامت والنخبة السياسية مشتتة
لكن الزبيدي لم يتردد قاتل في جبهة دوفس ببسالة حتى لحظة سقوط عدن وبعدها لم يذهب للراحة أو التسوية بل اختار طريق المنفى والنضال.
غادر إلى جيبوتي ثم عاد سِرًا عام 1996، وأسس أول حركة مقاومة مسلحة تحت الأرض
حركة حتم – تقرير المصير
ليُعلن أن الجنوب لن يخضع.
حكم بالإعدام لم يوقفه
حكم عليه نظام صنعاء بالإعدام غيابيًا، وأُدرج اسمه في قوائم المطلوبين لكنه لم يغادر الجبال لم يساوم لم يعتذر عن انتمائه بل واصل العمل في الظل ينظم الصفوف ويبني الفكرة ويعد للمعركة الكبرى.
من التصالح إلى السلاح
في 2006 أطلق الزبيدي دعوة التصالح والتسامح من مسقط رأسه زبيد لتكون اللبنة الأولى لوحدة الصف الجنوبي.
ثم، مع بدء الحرب الحوثية في 2015، ظهر مجددًا لا كقائد فقط بل كمُؤسس للمقاومة الجنوبية، يقود معارك التحرير في الضالع العند وعدن.
محافظ في زمن الفوضى
عين محافظًا لعدن في ديسمبر 2015 بعد اغتيال الشهيد جعفر محمد سعد، وكان حينها الوضع الأمني منهار والمدينة تئن تحت عباءة القاعدة وداعش.
لكن الزُبيدي، وبلا تردد خاض الحرب ضد الإرهاب وثبت الأمن وأنشأ نواة الجيش الجنوبي وتعرّض لأكثر من محاولة اغتيال… لأنه كان في الواجهة دائمًا.
الخذلان الرسمي.. والصعود الشعبي
في أبريل 2017، أُقيل بقرار مفاجئ لكن ما حدث بعدها غيّر وجه التاريخ:
الجنوب كله خرج وقال: "نحن مع عيدروس."
فأسس المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي وأعاد هيكلة المقاومة ونقل مشروع الاستقلال إلى طاولة القرار الدولي.
اليوم… الرجل في قلب المعركة
عيدروس الزبيدي اليوم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والواجهة الرسمية للقضية الجنوبية في الداخل والخارج.
لكنه يواجه مؤامرات كبرى
تشويه من الداخل
حملات منظمة من الخارج
محاولات سحب الشرعية الشعبية من تحته اليوم
كلها تستهدف رمز الجنوب الأول، لأنهم يعلمون
"إذا سقط عيدروس، سقط الجنوب."
رسالة لكل جنوبي وجنوبية
يا أبناء حضرموت، ويا شباب عدن ويا أحرار شبوة وأبين والمهرة والضالع…
عيدروس لم يكن خيارًا إداريًا أو سياسيًا بل هو رجل من صلب نضالكم، وامتداد لقضيتكم.
إذا خذلناه الآن… خذلنا دماء الشهداء
إذا تفرّقنا من حوله… تسللت إلينا أدوات الاحتلال
إذا أصغينا للمُخَوّنين… صارت عدن كـ صنعاء
الوعي هو السلاح.. لا العاطفة فقط
نحن لا نُقدّس الأشخاص… بل نحمي الرموز التي صنعت لنا كرامتنا.
وعيدروس ليس معصومًا، لكنه الوحيد الذي لم يتغيّر، لم يساوم، لم يتنقّل بين الولاءات.
الخلاصة الثورية:
عيدروس الزُبيدي ليس مجرد رئيس… بل عنوان مشروع
ليس مجرد قائد… بل رمز صمود
ليس مجرد سياسي… بل مرآة نضال الجنوب من الجبل حتى القرار.
فكونوا صفا خلفه، لا صدى ضدّه
فكل من يطعن فيه، إنما يطعن في خارطة دولتكم القادمة
وكل خذلان له… هو خطوة نحو العودة إلى باب اليمن!
واخيرا نقول .
من زبيد الجبلية خرج
وعلى تراب عدن قاتل
وفي ردهات القرار وقف
وفي قلوب الشعب سكن
كلنا عيدروس الزُبيدي
وكلنا الجنوب
والنصر لنا… بارادة لا نهزم