آخر تحديث للموقع : الأحد - 03 أغسطس 2025 - 12:27 ص

مقالات


من جبهات القتال إلى معارك التطهير… إرث الشهيد أبو اليمامة باقي

السبت - 02 أغسطس 2025 - الساعة 10:33 م

محمود اليزيدي
الكاتب: محمود اليزيدي - ارشيف الكاتب




منير اليافعي "ابو اليمامة" وجه جنوبي لا يُنسى، ضابط جنوبي أصبح أيقونة جنوبية ورمز للمقاومة والرفض، قاتل من أجل الجنوب، وصمم أن لا تُعاد له سياسات القهر والهامشية. هذا هو #أبو_اليمامة ، الأسد الجنوبي الذي واجه الإرهاب والإخوان، وترك بصمته في معارك التحرير والتطهير، وجعل من اسمه عنوان للشهادة والإسناد الميداني.

ولد أبو اليمامة في عام 1974م، وتبنى مسار عسكري مؤسس على مبادئ المواجهة المباشرة ضد التمدد الحوثي والهيمنة الإخوانية والعفاشية. التحق بالقوات المسلحة الجنوبية في عام 1989م، ومنذ ذلك الحين شارك في معارك التصدي لغزو الجنوب الأول في 94م، ما يؤكد استمراريته في ساحة الصراع كرمز لا يِستهان به.

خاض معركة التحرير الحاسمة التي شكلت نقطة فاصلة في منتصف 2015م، حيث تمكن ورفاقة بالمقاومة الجنوبية من إخراج مليشيا الحوثي من العاصمة الجنوبية، وهو إنجاز لم يكن عسكري فحسب، بل علامة تاريخية على قدرة الجنوب في إعادة ترتيب موازين القوة.

لم تقتصر مساهمة الشهيد على الجبهات فحسب، بل كان له دور أوسع في تأطير جهود الإسناد والدعم، حيث شارك في تأسيس ألوية الدعم الإسناد، وتحمل قيادة اللواء الأول، وقاد الحرب على الإرهاب ميدانياً، ما أعطى الحراك الجنوبي شرعية معقدة تمتزج فيها الشجاعة بالقدرة التنظيمية.

في معركة التطهير، ظهر بوضوح تأثيره في تطهير جبال المحفد عام 2018م من تنظيم القاعدة، وهي خطوة لم تكن عسكرية بحتة بل استراتيجية في إعادة استقرار الجنوب وحماية المدنيين من إرهــاب التنظيمات المتطرفة. الوجه المقابل، كما تكشف الوقائع، هو وجه الإخوان الإرهابي، التنسيق بين الحوثي والإخوان، وظهور رواية موازية تُحاول تبييض عملياتهم من خلال "إصلاح إخواني" يمحو آثاره بألفاظ متشابهة ويستتر تحت شعارات براقة.
كشف واقع استشهاد أبو اليمامة هذه الشبكة وفضح محاولات الالتقاء بين مشاريع تفتيت الجنوب وتوظيف العنف باسم الدين أو الإصلاح، ما جعله هدف ملموس لخصوم واضحين لا يقبلون التحدي أو ان يستعيد الجنوبيين دولتهم.

الإنسان "أبو اليمامة" كان أكثر من قائد، كان رمز للاعتقاد بأن تحرير الجنوب يتطلب نهج متكامل بين القتال، البناء، والمواجهة الفكرية.
وقد سجل الحراك الجنوبي ومن بعده المجلس الانتقالي في تاريخه أنه لم يكن مجرد معارك أسلحة، بل مسارات لإعادة تعريف الهوية والسيادة، وهو ما عبر عنه في قيادة القوات ودفعه نحو الحرب على الإرهاب بوصفها حرب على كل ما يهدد استقرار الناس وحياتهم اليومية.

التقارب بين البعد العسكري والبعد الرمزي في شخصية الشهيد #منير_اليافعي "ابو اليمامة" يقدم دروس مهمة في كيف أن القيادة الحقيقية تولد تأثير يتجاوز اللحظة الميدانية إلى ثقة مجتمعية واسعة. وأن مواجهة مشاريع التهييم والإسقاط الأيديولوجي تتطلب كشف الوجوه المتعددة للعدو، كما فعلت الوثائق والوقائع حول التنسيق بين الحوثي والإخوان. كما تقدم درس في الاستدامة في بناء أطر إسناد وتنظيم منظم تقوي موقف الجنوب لا تقل أهمية عن نصر ميداني عابر.

باختصار، يبقى اسم أبو اليمامة شاهد على تلاقي الشجاعة بالمسؤولية، والصمود بالاستبصار. وهو شخصية جنوبية أرست معاني الدفاع عن الأرض والناس في زمن تعقيد النزاعات، وترك إرث يمكن استخدامه في تعميم مفاهيم المواجهة الواعية، وتقديمه كنموذج في بناء قيادة قادرة على حماية الجنوب من ذات التهديدات التي واجهها في حياته.
#محمود_اليزيدي #الجنوب_العربي_ارض_وهويه