توصلت دراسة حديثة إلى اكتشاف مهم يمكن أن يغير مستقبل علاج بعض أشكال العمى لدى البشر، حيث أظهرت أن حلزون التفاح يمتلك قدرة فريدة على إعادة نمو عينيه بعد بترهما، ما يثير أمل العلماء في تطوير تقنيات مشابهة لاستعادة البصر لدى الإنسان.
الحلزون، الذي يشبه في تركيب عينيه عيون الإنسان، يحمل جينًا رئيسيًا يُعرف باسم "pax6"، وهو نفسه الجين المسؤول عن نمو العين عند البشر. هذا الجين يلعب دورًا حاسمًا في تجديد العيون لدى هذا الرخوي، كما أوضحت الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا.
قالت الدكتورة أليس أكورسي، مؤلفة الدراسة، إن هذا الجين ضروري لنمو العين في حلزون التفاح، وإن الدراسات بينت أن العين الجديدة التي تنمو بعد فقدان الأصلية تحمل نفس التركيب الجيني والشكل، ما يشير إلى قدرة الحلزون على إعادة تكوين عين وظيفية مشابهة للأصلية.
يُذكر أن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدد بدقة عملية تجديد العين كاملة لدى حيوان، رغم أن القواقع كانت معروفة بقدرتها على إعادة نمو أجزاء من أجسامها مثل الرؤوس منذ القرن الثامن عشر. وتستغرق عملية إعادة نمو العين في حلزون التفاح نحو 15 يومًا، تليها فترة من النضوج تستمر لعدة أسابيع.
ومع ذلك، لم تثبت الأبحاث بعد ما إذا كان الحلزون يستطيع الرؤية باستخدام العين الجديدة، ما يفتح المجال لدراسات مستقبلية للتحقق من وظيفة هذه العين.
إذا تمكن العلماء من فهم آلية عمل جين "pax6" وكيفية تنشيطه لتجديد العين، فقد يُفتح الطريق أمام تطوير علاجات طبية لاستعادة البصر عند البشر، خصوصًا في حالات فقدان العين أو بعض أمراض العيون.
يعتبر حلزون التفاح نموذجًا فريدًا لأنه يمتلك عينًا تشبه عيون الفقاريات الأخرى، مما يجعله مثالًا مثاليًا لفهم عمليات النمو والتجديد الحيوية في العيون المعقدة.
هذه الاكتشافات قد تُمهد لحقبة جديدة في الطب التجديدي، وتعزز الأمل في إمكانية علاج حالات العمى التي كانت تعتبر مستعصية حتى الآن.