آخر تحديث للموقع : الجمعة - 02 مايو 2025 - 12:07 م

رياضة


أرسنال حين تستيقظ هيبة المدفعجية في أوروبا

الجمعة - 18 أبريل 2025 - 03:42 ص بتوقيت عدن

أرسنال حين تستيقظ هيبة المدفعجية في أوروبا

كتب/عصام الشوالي

‏‎ 

‏‎لوقتٍ طويل، ظل أرسنال ينظر إلى دوري أبطال أوروبا كنافذة تُطلّ على حلم بعيد. نادٍ عريق، بتاريخ محلي لامع، ظلّ طويلاً يفتقد لهويّة أوروبية حقيقية. ولكن في موسم 2024–2025، تغيّر كل شيء. لم يعد الحديث عن الفريق اللندني مرتبطًا بـ”المشاركة الشرفية” أو “الإقصاء المأساوي”. بل بات أرسنال اسمًا يُهمس به في دهاليز البطولة كمرشّح شرعي، فريق لا يخجل من الطموح، ولا يتراجع أمام العتاولة.

‏‎منذ مرحلة المجموعات، أظهرت كتيبة ميكيل أرتيتا إشارات واضحة: هذا ليس أرسنال الذي يعرفه خصومه. الفريق كان متماسكًا، شغوفًا، ومنضبطًا لدرجة تُربك أكثر الفرق تنظيمًا. لم يكن هناك نجمٌ واحد يُغطي على الآخرين، بل منظومة تتحرّك بتناغم . من الحارس رايا في الخلف إلى ساكا ومارتينيلي في الأمام، كانت المنظومة تعمل كآلة صامتة، لا تثير الضجيج، لكنها تقتل كرويا ببطء واحتراف.

‏‎وعندما جاء اختبار الكبار، أرسنال لم يخف، بل ازداد لمعانه. في مواجهة ريال مدريد، حيث يتطلب الأمر أكثر من جودة، أظهر الفريق شخصية بطولية. اللعب في سانتياغو برنابيو كان بمثابة اختبار الشجاعة، لكنه اجتازه بثقة القادة. الفريق لم يدخل للدفاع عن نتيجة الذهاب، بل دخل ليؤكد أنه الأقوى، وأن تأهله ليس مفاجأة، بل نتيجة منطقية لعمل سنوات.

‏‎ما يميّز أرسنال هذا الموسم ليس فقط المهارة الفنية أو الخطط المحكمة، بل القدرة النفسية على المواصلة. لم نرَ الفريق ينهار تحت الضغط، لم نره يفقد أعصابه، لم نره يُغامر بلا سبب. بل رأينا نضجًا فكريًا، وكأن أرتيتا نجح أخيرًا في زرع عقلية الأبطال في قلوب لاعبيه. لا مزيد من الأعذار، لا مزيد من الاكتفاء بالمشاركة، فقط إيمان بأن اللقب الأوروبي لم يعد حُلمًا، بل هدفًا مشروعًا.

‏‎وإن استمر بهذا الإيقاع، بهذا الاتزان، وبهذه الثقة، فلا شيء يمنع أرسنال من إنهاء الموسم بحمل الكأس التي طالما استعصت عليه. لأنه ببساطة، ولأول مرة منذ سنوات، يبدو أن هذا الفريق جاء ليبقى. جاء ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخه، بل في تاريخ البطولة نفسها.