حال وقت العمل الميداني وليس العمل الروتيني المكتبي والمؤتمرات و السفرات!!!! نعم، بعد انتصارات الوادي والصحراء والمهرة، حان الوقت لإعلان خارطة الطريق لمرحلة بناء الدولة الجنوبية بعد انتهاء المرحلة الثورية من تاريخ شعب الجنوب. هذه المرحلة التي تخللت المظاهرات السلمية بالساحات والميادين من عام 2007، والمسلحة، وانتهت بانتصار المقاومة الجنوبية وبقية الجيش الجنوبي على قوات الحوثي العفاشي وتحرير العاصمة عدن في 27 رمضان 2015، وانتهت بتحرير سيئون والوادي والصحراء والمهرة في 3 ديسمبر 2025.
تمثلت هذه الانتصارات بالسيطرة على الأرض وإعادة السلاح الناري الثقيل من المنطقة الأولى بالوادي والصحراء ومحور المهرة، الذي أخذوه علينا قوات الاحتلال اليمني غنيمة في 7/7/94، و الان عودة الحق الأصيل إلى أصحابه لأنها سمة ربانية.
الآن، و وفقًا لما سبق بيانه ؛حان الوقت للعمل الميداني لمرحلة حاسمة ومفصلية من تاريخ شعبنا الجنوبي، بإعلان مرحلة الدولة لتهيئة الأجواء لبناء مداميك وأسس مؤسسات الدولة بصفتها ومسمياتها القانونية الجنوبية، وإعداد مشروع دستور البلاد للاستفتاء، وإقرار مشاريع تشريعات قوانين أخرى لعمل منظومة مفاصل الدولة الجنوبية القادمة، وإعادة هيكلة الجيش والأمن الجنوبي على أسس وطنية تحت شعار( الجنوب لكل أبنائه الوطنيين) ولا فرق بينهم بالوظيفة العامة إلا بمعايير الاستحقاق والمفاضلة والعمل والكفاءة والتخصص والقدرة بالعطاء للوطن.
وفي هذا السياق، علينا رسم استراتيجيات لتحقيق أهداف الحكم الفيدرالي لمحافظات الجنوب قبل إعلان الاستقلال الثاني، وعدم ترك فراغ سياسي أو اقتصادي أو أمني بعد الإعلان الدستوري. بل ضرورة وضع الخطط المسبقة للاكتفاء الذاتي لتغطية حاجيات الناس من خيرات وثروات البلاد في مجال الزراعة والصناعة والنفط والغاز، والاستفادة من الموارد المالية الإيرادية وموازين المنافذ، وإدخالها خزينة الدولة لتغطية رواتب الجهاز المدني والعسكري لدولة الجنوب بصوره مستدامه وليس أموال هبات الى جيوب الفاسدين، ولهذا علينا تظهير كل الفاسدين من الوظيفة العامة.
لم ولن تتحقق مرحلة بناء الدولة إلا بتكاتف كل أبناء شعب الجنوب من باب المندب إلى منفذ صرفيت بالمهرة. كالبنيان الواحد، ولهذا نصيحه من قلب جنوبي محب للجنوب وشعبه هبوا إلى العمل لتحقيق مرحلة بناء الدولة الجنوبية بدون تردد ، وبناءها فرض واجب على كل مواطن جنوبي شريف محب للجنوب، وكل في مجال تخصصه لإعادة دولة الجنوب الفيدرالية العادلة، دولة النظام والقانون.
د. صالح مهدي حنتوش
أكاديمي وناشط حقوقي ومحامي قانون
10/ديسمبر 2025الاربعاء