تشهد الساحة الجنوبية اليوم تحوّلاً نوعياً في إدارة الشأن العام، مع بدء تطبيق القرارات الأخيرة التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي على أرض الواقع. فهذه القرارات لم تبقَ شعارات أو أخباراً إعلامية عابرة، بل أصبحت خطوات عملية ملموسة، حيث تسلّم المسؤولون المعيَّنون بموجبها مواقعهم وباشروا مهامهم فوراً. هذه الخطوة بحد ذاتها تعكس إرادة سياسية وإدارية صلبة، قوامها الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة الإنجاز والتنفيذ.
إنّ مباشرة المكلّفين بمهامهم الجديدة تُرسل رسالة واضحة للرأي العام مفادها أن القيادة الجنوبية ليست أسيرة البيروقراطية أو التسويف، بل ماضية في تجديد الدماء وتمكين الكفاءات الوطنية المؤهلة، وترسيخ مبدأ الشفافية والمساءلة في المؤسسات الحكومية والإدارية. بهذا التوجّه، تتبلور رؤية متقدمة لإعادة بناء أجهزة الدولة الجنوبية بما يتوافق مع طموحات الشعب وآماله في مستقبل أفضل.
وتكتسب هذه القرارات أهمية إضافية كونها تأتي في مرحلة حساسة من العمل السياسي والإداري؛ فالشعب الجنوبي يتطلع إلى تحسين الخدمات واستعادة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة. ومن هنا، فإن تحويل القرارات إلى واقع ملموس ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو تأكيد على جدية القيادة ووعيها بمتطلبات المرحلة، واستجابتها لتطلعات الشارع الجنوبي الذي ينتظر خطوات إصلاحية حقيقية.
إنّ هذه الممارسة العملية تضع نموذجاً يُحتذى في الإدارة الرشيدة، وتؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الفعل لا القول، والعمل لا الوعود. وبذلك، فإن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ترسم مساراً واضحاً نحو بناء مؤسسات قوية قادرة على النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها، بما يعزز مكانة الجنوب على المستويين المحلي والإقليمي.
أ/ عبدالرقيب يسلم احمد محسن الشنبكي
عضو الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي