آخر تحديث للموقع : الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - 01:11 ص

كتابات


الحياة الشخصية

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2025 - 02:21 م بتوقيت عدن

الحياة الشخصية

نبأ نيوز/ حسين احمد الكلدي

منذ أكثر من عشرين عامًا كنتُ أتمنى لو أنني قضيت وقتًا أطول في العمل على تحسين صحتي والحفاظ عليها. غير أن الانغماس في متطلبات العمل والسفر المستمر جعلني غالبًا أقل اهتمامًا بها، إذ كنتُ أعتقد أنها من المسلّمات، بحكم المرحلة التي كنتُ أعيشها. ولطالما ظننتُ أنني أحافظ على صحتي بالقدر الكافي، مستندًا إلى المقارنة بين ما أقوم به وما أراه من أقراني في العمر، حيث إن 90% منهم لم يكونوا يولون اهتمامًا يوازي ما كنتُ أبذله. ومع ذلك، لو عاد بي الزمن لتفهمتُ ما يجب عليّ فعله، وكذلك ما ينبغي على الآخرين القيام به. فالصحة هي أثمن ما نملك، وهي أشبه بقناة نهرية متدفقة تعبر من خلالها أرواحنا وأحلامنا نحو الضفة الأخرى، حيث الهدف. ومن ثمّ، وجب صيانتها ورعايتها قبل أن تتكدس على ضفافها الأعشاب الضارة، وتتجمع الأتربة في أعماقها. لقد التقيتُ من خلال السفر والعمل والدراسة بالعديد من الزملاء والأشخاص الذين حققوا نجاحات باهرة في مجالاتهم، غير أنهم وجدوا أنفسهم يوما في صراع داخلي عندما بلغوا مرحلة التقاعد، باحثين عن التوازن بين الماضي والحاضر، وعن الهدف الأسمى: الصحة. واكتشف هؤلاء أن لديهم رغبة عميقة في التصالح مع ذواتهم، والاهتمام بأسرهم، وإعادة بناء علاقاتهم الإنسانية الطبيعية مع محيطهم. غير أنّ نجاحاتهم، على أهميتها، جاءت على حساب صحتهم وحياتهم الشخصية والعائلية. حينها سألتُ نفسي: هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟ الجواب نعم، وبكل تأكيد، يستحق وأكثر. لكن كل إنسان يحتاج إلى وقفة مراجعة وإعادة نظر في كثير من أمور حياته، وفي مقدمتها الصحة. ولهذا اتخذت قرارًا حاسمًا، حتى وإن بدا متأخرًا، فبدأتُ قبل عامين باتباع نظام غذائي يتناسب مع العمر الجميل الذي وصلتُ إليه. وكانت النتيجة رائعة، إذ أدركتُ أن الغذاء هو الخطوة الأولى نحو مستوى أفضل من الصحة. أهم الخطوات التي التزمت بها: الإقلاع التام عن السكريات غير الطبيعية بكل أشكالها. التركيز على الغذاء الطبيعي الذي نشأنا عليه، مثل المخبوزات الطبيعية. إلغاء جميع النشويات كالأرز والدقيق ومشتقاتهما. التركيز على الخضار والفواكه بمختلف أنواعها. تناول اللحوم الطبيعية غير المصنعة، إلى جانب الأسماك والطيور. كما حرصتُ على النوم الكافي ليلًا، وتجنبتُ السهر وملء المعدة، خصوصًا في المساء، مكتفيًا بوجبة خفيفة قبل الساعة السادسة مساءً أو قبلها. كذلك امتنعتُ عن خلط أنواع عديدة من الأطعمة في وجبة واحدة، وحرصت على شرب الماء بانتظام. استحضرتُ عادات الأجداد والآباء والأمهات، فابتعدت عن الزيوت المهدرجة، واعتمدت الزيوت الطبيعية مثل زيت السمسم وزيت الزيتون وسمن البقر والغنم الطبيعي. كما تجنبتُ المسكنات كالبنادول والأسبرين وغيرها، وامتنعت عن العصائر المحلاة صناعيًا والمشروبات الغازية على اختلافها. عدتُ إلى البساطة والطبيعة، ووجدت من المفيد أن يكون لكل إنسان مزرعة صغيرة قرب منزله لتلبية احتياجاته الأساسية، حتى وإن كانت أحواضًا فوق سطح المنزل باستخدام طرق الزراعة الحديثة التي لا تحتاج إلا القليل من المياه. لقد أحدث هذا التوجه فارقًا هائلًا في حياتي، حتى كدتُ أستغني عن الأدوية والمستشفيات.أصبحتُ أبدأ صباحي بشرب الماء الدافئ مع الليمون والزنجبيل والكركم، وأستخدم حبة البركة والقرنفل وخل التفاح الطبيعي بعد تخفيفه. كما أوصي بالاطلاع المستمر على ما يقدمه علماء ودكاترة الطب الطبيعي، فهناك حقائق يغفل عنها الكثيرون. وخلال الفترة التي التزمت فيها بما ذكرت، شعرت بتحسّن ملحوظ في صحتي، وكانت النتائج مبهرة للغاية.

17/9/2025