آخر تحديث للموقع : الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - 12:45 ص

مقالات


نظام صحي حكومي قديم ومنهار

الأربعاء - 28 ديسمبر 2022 - الساعة 12:04 ص

مروان الشاطري
الكاتب: مروان الشاطري - ارشيف الكاتب



هناك موت يزحف علينا بشكل مخيف وشبه يومي من حيث لاندري ولا نشعر ،
الكثير من العائلات الفقيرة وحتى متوسطة الحال تفقد أحبابها بصمت وسط عجزها عن تحمل نفقات العلاج لأمراض مزمنة أو مستعصية وقد تضطر بعض الأسر لبيع كل ماتملك من بيوت ومدخرات وتصبح على الصفر للسفر إلى الخارج وفي الأخير قد يموت المريض بسبب تأخر الحالة وتعود الأسر محملة لجثامين أولادهم ويصبحون أفقر مما كانوا فلا مريضهم طهر ولا حالتهم المادية تحسنت !

المرض في هذا البلاد من أشد وأقسى أنواع الإبتلاءات التي نتمنى من الله أن لا تكون إلا في أجساد المسئولين وأبناءهم وحاشيتهم فقط ، فهم الوحيدون القادرون على توفير الرعاية الصحية في أفضل وأرقى مستشفيات العالم وعلى حساب عائدات البلد والضرائب المفروضة على الفقراء والمساكين الذين يموتون بصمت يوميا كي يبقوهم على الكراسي !

الرعاية الصحية في ظل الأوبئة وتفشي الأمراض المزمنة والمستعصية هي من أولويات الدول الفقيرة قبل الغنية ، فكثير من دول العالم الثالث قد لا تجد لديها الموارد التي لدى بلادنا وقد تجدهم هندوس أو يهود أو نصارى أو ملحدين ولكنك تجد عند مسئوليهم الدافع الوطني الإنساني لخدمة المجتمعات الأشد فقرا بتوفير الحد الأدنى من خدمات الرعاية الصحية ، بينما نحن في بلد إسلامي بلد صدر الأخلاق والقيم إلى بلدان الهند والسند وماليزيا وإندونسيا بحسن الأخلاق وطيب التعامل فقط ،

لم يجد هذا البلد يوما طريقا لتعيين مسئولا واحدا فقط يعمل لأجل البلد وينعش القطاع الصحي الحكومي على حساب القطاع الخاص ،
مع وجود عشرات المنظمات وبميزانات بملايين الدولارات لم تستطع خلال سنوات أن تبني مركزا واحدا معتبر لعلاج الكلى أو السرطان !

أصبحنا اليوم نرى مقولة أحمد فؤاد نجم حقيقة أمام أعيننا حين قال :" المسئول يدرس خارج البلد وإذا يمرض، يتعالج خارج البلد ، ويذهب للسياحة خارج البلد ، الشيء الوحيد الذي يفعله داخل البلد ، هو سرقة البلد " !

إلى كل مسئول لا أظن أنكم لا تعلمون أن الظلم ظلمات يوم القيامة ولا أستوعب أنكم لا تعرفون أن الله تعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين البشر محرما ، ولا أعتقد أنكم لم تسمعون عن مقولة عمر ابن الخطاب حين قال:" لو تعثرت دابة على طريق في العراق لسألني الله لماذا لم تسوي لها الطريق" ، وهي بهيمة فما بالكم بأرواح ملايين البشر !
لكن الشيء الوحيد المؤكد أنكم تسمعون الأيات والأحاديث وأنآت والآم وصيحات الفقراء والمساكين من أذن وتخرجونه من الأذن الأخرى ولا يقبع على قلوبكم الإ أقفالها ، لابد أن قناعتكم بانشغال الشعب المقهور بالبحث عن لقمة العيش وباستحالة خروجه على الظلم والجور هو مادعاتكم للتمادي ،
لكن ولا شك أن لعنات الضعفاء والفقراء ستطاردكم في الدنيا والآخرة ومهما عمرتم الفلل والأرصدة في الداخل و الخارج فنهايتكم إلى حفرة مظلمة مترين في باطن الأرض فهناك لا ينفع ولد ولا زوجة ولا قريب نهبت حقوق الفقراء لخدمتهم وأستغللت وسخرت المنصب للمنافع الشخصية والأسرية فهناك سوف تجد اللعانات والدعوات في انتظارك وعند الله تجتمع الخصوم ،
"أولئك جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة الله والملائكة والناسِ أجمعين".